آخر الأحداث والمستجدات 

على مسؤوليتي: مكناس (هَزُوا المَا...) في التخطيط لإنشاء الملعب الكبير

على مسؤوليتي: مكناس (هَزُوا المَا...) في التخطيط لإنشاء الملعب الكبير

كان أستاذي في جامعة المولى إسماعيل بمكناس المرحوم برحمة الله (د ميري) يرى أن الدارجة المغربية أشدُّ دلالة من اللغة العربية البليغة والفصيحة. وكان يعطينا مثالا لذلك جملة (هَزُوا المَّا...). صدق والله الأستاذ الأديب، حين تكون الدلالة اللغوية قوية وذات مرجعية تحكمية في الفهم والاستيعاب (هَزُوا المَّا... بمعنى: غرق، وانتفخ، وأخذت منه الحيتان أكلا، ثم طفا على سطح الماء... ولم يبق منه غير الهيكل !!)، فحين استندت اليوم على هذه الحكمة (الدال والمدلول)، تَيقنت وقلت: حقيقة أن مكناس (هَزَهَا المَّا...) في التنظيمات الرياضية الدولية بالمملكة، وفي إنشاء الملعب الكبير.

فقد كانت المدينة تأمل أن تُكسر نحسها التنموي المستديم في الحكرة، الولوج إلى لائحة المدن المنظمة لنهائيات كأس إفريقيا (2025)، ونهائيات كأس العالم (2030). كانت مكناس تأمل العودة إلى مربع مدن الحظوة، والتفرد التمييزي ولو جزئيا !! من خلال لعبة كرة القدم، تلك القوة الناعمة الناشئة للتنمية والتسويق الجغرافي.

 

 كانت المدينة تعيش على قسط تزكية من الأمل في تحقيق حلم المشاركة في التنظيم. لكن، كانت الصدمة قوية، وبنفس مقاييس ومعايير وسنن الاختيارات من سلطة المركز (مكناس َهزُوا المَّا... باعتباره مدينة كسيحة ومترهلة في سلم التنمية) !! ومن سوء الطالع الوطني، أن اسم مكناس غير متداول بالمرة في شأن إنشاء ملعب كبير(ولن يبرمج لا اليوم ولا غدا)، فهي تبقى الخلفية الدانية لمدينة فاس، وتنال فتات موائد التنمية الكبرى، والمشاركة بملعب للتداريب يتيم. 

ومن القول ما قَضَّ سمعي، حين قال صديقي: (وَا مكناس دَايَمَنْ هَازْهَا المَّا...مَانَيْضَاشْ... مَانَيْضَاشْ...)، حينما بَدأتُ أفكر بلا نسبة غباء زائدة، أحسست بطعم الإجحاف المُرِّ من الدولة العلية !! ورغم خَنْقِ الألم النفسي، تأملت تعليقه، فوجدته أنه يستمد نسقه المعرفي من السلبية القاتمة التي باتت تشع في سماء المدينة استدامة بدل سياسة التمكين !! وجدت أن المدينة وساكنتها (كَلاَوْ التُّوكَالْ...لَيْلَةَ شَعَالَةْ عَاشُورَاءَ... ) فباتوا مسحورين بتمام الصمت والتبنيج !! وجدتُ أن بعضا من المجتمع المدني بالمدينة خاضع بالتمام للتعليمات السياسية (الكبرى) من هنا وهنالك !! وجدت أن المدينة أتلفت الفهم والوعي في أن المسؤولية الكبرى تُرافق السلطة الترافعية للسياسي واللوبي الاقتصادي، ومكناس ليس لها أي صوت (ضارب) يُغازلُ المسؤولين الكبار، ويُلينُ المواقفَ، فباتت المدينة غير قادرة على التحكم بما يحدث لها من معيقات وإخفاقات!!

 

حين سمعت مدينة بنسليمان وبدون تركيز تام، كان غبائي سباقا إلى الفرحة الطفولية، واعتقدت أن قصد الإخبار في إنشاء الملعب الكبير سيكون بمنطقة سيدي اسليمان (مول الكيفان)، وهنالك الأوعية العقارية الضرورية !! لكني، رجعت لرشدي، وميزت بين الاسمين (مول الكيفان ومدينة بنسليمان القريبة من الدار البيضاء).

 

حقيقة استباقية، كنت أنتظر ولو سؤال كتابي بمجلس النواب يستفسر عن تغييب المدينة السلطانية (من ملعب كبير يحمل اسم: السلطان المولى إسماعيل)، ويُفوضُ له شرف احتضان بعض من تلك المنافسات الرياضية الدولية. كنت أنتظر ائتلافا مدينيا يترافع عن أحقية مكناس في الفرحة بإنشاء (عارضة إليكترونية) كأضعف الإيمان، والتماس بآيات الولاء والطاعة يقدم للسدة العالية بالله (الديوان الملكي). لكن، يا لأسف تبقى المدينة بدون لوبي سياسي قيادي الذي يواكب هذه التطورات والتحولات، ويتأقلم مع الظروف الممكنة، ويغير أولويات مطالب مكناس في صيرورة الأحداث الوطنية.

 

مدينة المعضلات والمتناقضات، مكناس الطيبة !! التي تعيش التهميش الكبير لا الملعب الكبير !! وتواجه الصدمات الداخلية والخارجية بالتتابع. فقد نتساءل جميعا فيما الفائدة من تسطير أهداف للتنمية الصغيرة (برنامج عمل جماعة مكناس)، ونحن نعلم مسبقا، أن مجلس الجماعة لن يحقق إلا جزءا قليلا منه، وبالتقسيط المريح !! وهذا إشكال يجعلنا نتساءل: عن الطرق المثلى لبلورة برامج تنموي شمولي (ليس بحدود كلم40) !!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2023-10-23 17:54:05

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك